ليت شعري..متى توقظنا رسائل القدر؟!!

في يوم من أيام الغفلة..

اضطجعت متعبة على فراش كان عندنا..يكثر به النمش الشديد لقدمه..

ما إن بدأت بالاسترخاء حتى عكر الصفو ذباب مزعج..

أكثرت التقلب.. فازداد التوتر..

لابد أن أرتاح فلدي أشغال لابد من انجازها..

كان الذباب شديد الإزعاج..وددت لو أستطيع قتله!!

ثم إنه لم يكن مجرد وقوف على وجههي..فأقول بيدي هكذا وهكذا فيطير!!!

بل كان يقترب مني ويبتعد بشك إهليجي..مما زاد انفعالي منه..

وفي نفس الوقت..كنت مجهدة..فلم أقم لأحضر مبيداً حشرياً أو أحضر الجهاز الخاص بالناموس والذباب..

حاولت التجاهل..

لم أستطع..

أغمضت عيني..وصوته المزعج لايزال يتلجلج في أذني..

ثم لبثت أنظر إليه وهو مستمر في حركته في مرح وسرعة..يقترب ويبتعد..هذا دأبه..

وفجأة..

وفي أثناء نزوله ليأخذ طريقه في الدوران ثم يرتفع>>>>حفظت حركاته!!

فجأة توقف..وقوف مفاجئ..ثم إنه لم يمشي ولم يتزحزح..

انتظرت..

ثانية..

ثانيتين..

مكانه لم يتحرك..

عجيب وش ذا السكون اللي نزل عليه..

دفعني ذلك لأن أقوم وأنظر..فأنا أدرك هيئته فقط ولا أراه..

مددت يدي لنظارتي بجواري..وقربت رأسي منه أنظر ما الخبر..


ويااااا للهووووول!!!!!


وجدت رأسه قد علق بنمش الفراش وانقطع..وهو بجوار رأسه جسداً فقط..

شنق نفسه بنفسه!!!

سبحان الله..

أرجعت ظهري على الفراش..وفكري مشغول..

بعدها لم أستطع النوم ..ولا الاسترخاء..

كان يزعجني ذباب..

أما الآن فشيء آخر..أكبر من ذباب!!!

ما الذي جعلني أضطجع على هذا الفراش البالي..أقلت الفرش؟!!!

الذباب..

مات فجأة..

بلا مبيد..ولا جهاز!!

أمام عيني..

ماذا لو كنت أنا من مات!!

ألسنا في آخر الزمان..

أليس من علامات الساعة موت الفجأة..وقد تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم منه..

فلان مات وفلان..وفلانة..لم يكن ثم سبب..

فجأة..

الذباب مات..

قدره!!!!

قدر الله وما شاء فعل..

لكنها رسالة..

لكل غافل..لكل ساهٍ.. لكل جاهل..!!!

أقدار الله الكونية..

رسائل توقظ المتفكرين..

وما يعقلها إلا العالمون..

ذكرى لمن كان له قلب..

تبصرة للمؤمنين..

وعبرة للموقنين..

رسائل القدر تترا..

ليت شعري متى توقظنا رسائل القدر؟؟؟؟؟؟

بقلم خادمة الدين..