للجاهل فائدة
4 مشترك
:: **هذه سبيلي** :: نورٌ على الدرب
صفحة 1 من اصل 1
للجاهل فائدة
بسم الله الرحمن الرحيم
للجاهل فائدة
رأيت أكثرالخلق في وجودهم كالمعدومين ، فمنهم من لا يعرف الخالق ، و منهم من يثبته على مقتضى حسه ،
و منهم من لا يفهم المقصود من التكليف .
فترى المتوسمين بالزهد يدأبون في القيام و القعود ، و يتركون الشهوات و ينسون ما قد أنسوا به من شهوة الشهرة ، و
تقبيل الأيادي .
و لو كلم أحدهم لقال : ألمثلي يقال هذا ؟ و من فلان الفاسق ؟
فهؤلاء لا يفهمون المقصود ، و كذلك كثير من العلماء في احتقارهم غيرهم ، و التكبر في نفوسهم .
فتعجبت كيف يصلح هؤلاء لمجاورة الحق ، و سكنى الجنة ! ؟
فرأيت أن الفائدة في و جودهم في الدنيا ، تجانس الفائدة في دخولهم الجنة فإنهم في الدنيا بين معتبر به ، يعرف عارف
الله سبحانه نعمة الله عليه ،
بما كشف له مما غطى عن ذلك ، [ و يتم النظام بالإقتداء تصور أولئك ] .فإن العارف لا يتسع وقته لمخالطة من يقف
مع الصور ، فالزاهد كراعي البهم ،
و العلم كمؤدب الصبيان ، و العارف كملقن الحكمة .
و لولا نفاط الملك و حارسه ، و وقاد أتونه ، ما تم عيشه .
فمن تمام عيش العارف استعمال أولئك بحسبهم ، فإذا وصلوا إليه حرر مانعهم ، و فيهم من لا يصل إليه ، فيكون
وجود أولئك كزيادة ـ لا ـ في الكلام . هي حشو ، و هي مؤكدة .
فإن قال قائل : فهب هذا يصح في الدنيا . فكيف في الجنة ؟
و الجواب : أن الأنس بالجيران مطلوب ، و رؤية القاصر من تمام لذة الكامل ، و لكل شرب .
و من تأمل ما أشرب إليه ، كفاه رمز لفظي عن تطويل الشرح .
من كتاب صيدُ الخاطر
تأليف
أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي
للجاهل فائدة
رأيت أكثرالخلق في وجودهم كالمعدومين ، فمنهم من لا يعرف الخالق ، و منهم من يثبته على مقتضى حسه ،
و منهم من لا يفهم المقصود من التكليف .
فترى المتوسمين بالزهد يدأبون في القيام و القعود ، و يتركون الشهوات و ينسون ما قد أنسوا به من شهوة الشهرة ، و
تقبيل الأيادي .
و لو كلم أحدهم لقال : ألمثلي يقال هذا ؟ و من فلان الفاسق ؟
فهؤلاء لا يفهمون المقصود ، و كذلك كثير من العلماء في احتقارهم غيرهم ، و التكبر في نفوسهم .
فتعجبت كيف يصلح هؤلاء لمجاورة الحق ، و سكنى الجنة ! ؟
فرأيت أن الفائدة في و جودهم في الدنيا ، تجانس الفائدة في دخولهم الجنة فإنهم في الدنيا بين معتبر به ، يعرف عارف
الله سبحانه نعمة الله عليه ،
بما كشف له مما غطى عن ذلك ، [ و يتم النظام بالإقتداء تصور أولئك ] .فإن العارف لا يتسع وقته لمخالطة من يقف
مع الصور ، فالزاهد كراعي البهم ،
و العلم كمؤدب الصبيان ، و العارف كملقن الحكمة .
و لولا نفاط الملك و حارسه ، و وقاد أتونه ، ما تم عيشه .
فمن تمام عيش العارف استعمال أولئك بحسبهم ، فإذا وصلوا إليه حرر مانعهم ، و فيهم من لا يصل إليه ، فيكون
وجود أولئك كزيادة ـ لا ـ في الكلام . هي حشو ، و هي مؤكدة .
فإن قال قائل : فهب هذا يصح في الدنيا . فكيف في الجنة ؟
و الجواب : أن الأنس بالجيران مطلوب ، و رؤية القاصر من تمام لذة الكامل ، و لكل شرب .
و من تأمل ما أشرب إليه ، كفاه رمز لفظي عن تطويل الشرح .
من كتاب صيدُ الخاطر
تأليف
أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي
maswak- Admin
- عدد الرسائل : 938
تاريخ التسجيل : 24/10/2007
رد: للجاهل فائدة
word كتب:
سرارت اختي بتواجدك
في موضوعي
maswak- Admin
- عدد الرسائل : 938
تاريخ التسجيل : 24/10/2007
:: **هذه سبيلي** :: نورٌ على الدرب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى