تفاوت الناس في تقبل المواعظ

من طرف maswak الأحد 09 ديسمبر 2007, 4:14 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تفاوت الناس في تقبل المواعظ

قد يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة ، فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القساوة و الغفلة !

فتدبرة السبب في ذلك فعرفته .

ثم رأيت الناس يتفاوتون في ذلك ، فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفته من اليقظه عند سماع الموعظة و بعدها ، لسببين :

أحدهما : أن المواعظ كالسياط ، و السياط لا تؤلم بعد انقضائها إيلامها وقت و قوعها .

و الثاني : أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان فيها مزاح العلة ، قد تخلى بجسمه و فكره عن أسباب الدنيا ،

و أنصت بحضور قلبه ، فإذا عاد إلى الشواغل اجتذبته بآفاتها ، وكيف يصح أن يكون كما كان ؟ .

و هذه حالة تعم الخلق إلا أن أرباب اليقظة يتفاوتون في بقاء الأثر :

فمنهم من يعزم بلا تردد ، و يمضي من غير التفات ، فلو توقف بهم ركب الطبع لضجوا ، كما قال حنظلة عن نفسه : نافق حنظلة !

و منهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحياناً ، و يدعوهم ما تقدم من المواعظ إلى العمل أحياناً ، فهم كالسنبلة تميلها الرياح !

و أقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه ، كماء دحرجته على صفوان .

من كتاب صيدُ الخاطر

للكاتب:أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي