تشاد تتهم فرنسيين باختطاف أطفال أفارقة للاتجار بهم

وجهت السلطات التشادية اليوم الاتهام بالخطف رسميا لستة فرنسيين، بعد إحباط محاولة لنقل 103 أطفال أفارقة، إلى أوروبا، مرورا بتشاد، لاستغلالهم في قضايا تتعلق بـ "بيع الأعضاء" و"الشذوذ الجنسي". وقال وزير العدل التشادي، بهيمي باداكي ألبير، إن قاضيا في مدينة "أبيشي" في شرق تشاد وافق على تهم النيابة الموجهة ضد ثلاثة صحفيين فرنسيين متورطين مع منظمة تتستر وراء أهداف "خيرية" لنقل الأطفال ـ والغالبية العظمى منهم من المسلمين ـ إلى أوروبا. وأضاف الوزير أن طاقم رحلة جوية مؤلف من سبعة أشخاص ستوجه له أيضا تهما بالتآمر ضمن المخطط الذي تم إحباطه. وكان الرئيس التشادي ادريس ديبي قد اتهم في حديث أدلى به إلى قناة تلفزيونية فرنسية يوم أمس الأول، المجموعة التابعة لإحدى المنظمات الخيرية الفرنسية، التي تقف خلف العملية، بأن هدفها هو “المتاجرة بالأطفال” في إطار جرائم الشذوذ الجنسي، وبيع الأعضاء البشرية. وتوعد هؤلاء بـ “عقاب قاس”. واستند ديبي في اتهامه إلى وقوف السلطات التشادية على حقيقة العملية التي اتخذت من أطفال دارفور غطاء لها، في حين أن الغالبية العظمى من الأطفال الذين كان يجري العمل على ترحيلهم إلى فرنسا هم من التشاديين، الذين لاعلاقة لهم لا من قريب أو بعيد بآثار نزاع دارفور، وقد تم تجميعهم من مناطق شرق تشاد بذرائع ووعود مختلفة، ونقلت قنوات التلفزيون الفرنسية شهادات للعديد من الأطفال الذين أكدوا ذلك. وأوقع هذا الاتهام المباشر السلطات الفرنسية في حرج شديد، فرغم الإدانات الرسمية التي صدرت عن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والتوضيحات التي قدمتها وزارة الخارجية، فإن باريس تتحمل مسؤولية أساسية سياسية وأخلاقية وميدانية، إذ كيف تقوم منظمة من هذا القبيل بتجميع اكثر من مائة طفل، وتنجز كافة الاجراءات المتعلقة بنقلهم الى بلد آخر، ولا يتم كشف العملية إلا في اللحظة الأخيرة؟، في حين أن العملية جرت في منطقة تنتشر فيها القوات الفرنسية، وما يزيد الأمر غموضا هو أن هذه المنظمة سبق لها أن تمتعت بمساعدات لوجستية من طرف القوات الفرنسية. ويسلط ما حدث الضوء كذلك على دور المنظمات غير الحكومية الأوروبية، التي تتستر وراء أهداف خيرية، وتتغلغل في مناطق النزاعات ويجري استخدامها كأدوات من قبل بعض الأطراف الدولية، أو المنظمات الكنسية. اللافت للنظر أن المنظمة الفرنسية المتورطة في اختطاف الأطفال الأفارقة وتدعى “آرش دو زوي” أخفت هويتها الفعلية في تشاد، وسجلت نفسها تحت اسم آخر هو “شيلدرين ريسكو” (إنقاذ الاطفال)، ما يدحض مزاعمها بأنها كانت تسعى لنقل هؤلاء الأطفال إلى عائلات لتتبناهم في فرنسا، ويؤكد أنها كانت تدرك جيدا أنها تقوم بأنشطة غير قانونية


منقول..

وإياك غاليتي..

طاب مرورك العبق