تفسير آية أشكلت على كثير من الناس

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) .

فذو النون هو يونس بن متى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام . والنون هو الحوت . ومعناه : صاحب الحوت.
وأضيف إلى الحوت لأنه التقمه كما قال تعالى( فالتقمه الحوت وهو مليم ).

الإشكال في قوله تعالى ( فظن أن لن نقدر عليه ) ، فتفسيرها بالقدرة باطل بلا شك ، لأن يونس عليه السلام لا يشك في قدرة الله على كل شيء ، وهذا يعتبر كفرا بالله عزوجل ، وهذا لا يليق بنبي من أنبياء الله عزوجل الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين وغيرهما : ما ينبغي لعبد أن يقول إني خير من يونس بن متى .
فخص النبي صلى الله عليه وسلم يونس بالذكر لما أخبر به الله تعالى في كتابه وما كان من قلة صبره على أذى قومه فخرج مغاضبا ولم يصبر كما صبر أولو العزم من الرسل .
وغضب يونس عليه السلام ليس من ربه ، وإنما من أجل ربه ولربه ، وشتان بين هذا وهذا .

والتفسير الصحيح الصواب إن شاء الله للآية هو أن لفظة (قدر) تأتي بمعنى ضيق كما في قوله تعالى ( لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله ) . وتأتي بمعنى قدر وقضى كما في قوله تعالى ( فالتقى الماء على أمر قد قدر) أي قدره الله تعالى .
وكلا التفسيرين لا يكذب أحدهما الآخر ، ومعناهما صحيح .

والله تعالى أعلم .

أم الفضل

وجزاك يا غاليتي .

أثابك الله على مرورك الجميل .

جزيتي خيرا
ام الفضلـ