كوب لبن..وعبرة للداعيات!!

"إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم"

القلب محل نظر الرب جل وعلا..وهو أمير الجوارح ..ومحل النية..

ولا صلاح للعمل إلا بتوجيه النية.."إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"!!

فالعمل إن لم نقيده بالإخلاص..ضاع سبهللا..وذهب أدراج الرياح..

وإن استمر..

فذو أساس ضعيف..

سينهار!!

"فما كان لله بقي..وما كان لغيره يضمحل"!!

ألف الإمام مالك كتابه الموطأ..وفي عصره سبعون كتاباً كلها اسمها "الموطأ"..

فراجعه تلاميذه في الاسم..فقال قولاً بوزن الذهب:

"مــــــــــــــــا كــــــــــان لله بـــــــــقــــــــــــــــــــي!!"

ومرت السنون..

وتلاشى كل موطأ..ما عدا موطأ مالك بقي إلى اليوم..وإلى أن يشاء الله..

يــــــــــــــــالله!!!!

علامة القبول تلوح..

حبيبتي..ضرب الله لنا في كتابه عبرة..فقال:

"وإن لكم في الأنعام لعبرة,نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبناً خالصاً سائغاً للشاربين"

عبرة لمن يعتبر..

وذكرى لكل مدكر..

أولست تشرب أيها الإنسان لبناً صافياً..خالصاً سائغاً؟!!!

يخرج لك مصفى من الضرع..

لا طعم فرث ولا لون دم!!!

فكذلك أخرج عملك..

خالصاً من ألوان الشرك الصغير والكبير..

ومن راحة العجب والغرور وحب الظهور..

تماماً كما يخرج اللبن خالصاً!

أيتها الداعية:

فهل سنتذكر هذه المعاني كلما شربنا كوب لبن؟!!

بقلم خـــادمة الـــدين