هل سمعت أحد يقول ما أروع الغبار؟؟!!

أخواتي الحبيبات..

هناك أمور مستقبحة لدى كل الناس.. لاتنتطح فيها عنزان..

لا عجيب..ولا غريب..

بل الغريب..أن تتحول الموازين من شيء مستقبح إلى شيء يشاد به ويمدح..

لنعش سوياً هذه الآيات من سورة العاديات..

قال الله تعالى:

(( والعاديات ضبحا * فالموريات قدحا* فالمغيرات صبحاً * فأثرن به نقعاً * فوسطن به جمعا))

الله تعالى امتدح الخيل التي تعدو صباحاً للجهاد..

فالسياق مدح..وذكر الله تعالى..من ضمن صفاتهن الممتدحة..اثارة النقع..وهو الغبار..

والمعروف أن الغبار شيء مستكره..فلم أورده الله تعالى في سياق المدح؟؟؟

لنتعلم غالياتي قاعدة مهمة في حياتنا..

وهي أن كل شيء يضاف لله تعالى يكون ذلك تشريفاً له وتكريماً..

سواء في اللفظ أو الفعل..

فنقول مثلاً: بيت الله..ناقة الله..عبد الله..

وتكون هذه الإضافة إضافة تشريف..

أما الفعل..فالغبار لما كان قبيحاً ولكنه تعلق بعبادة الجهاد صار محموداً..ولا يجتمع غبار في سبيل الله

ودخان جهنم في أنف امرئ أبداً..غبار الجهاد..!! أما غيره..فغبار عادي لا ميزة له..

ونجد كذلك أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك..ونحن نعلم أن الخلوف هو تغير الفم برائحة كريهة

لخلو المعدة من الطعام..ولكن لما اتصل بالطاعة تغير وضعه..

والدم..مستكره..لكن لما كان خروجه بسبب طاعة وقربة إلى الله..صار لونه لون الدم وريحه ريح المسك!!

لنعلم حبيباتي أن الطاعة لها تأثير حسن على الشخص..حتى وإن قال الناس وأكثر الغذال..

أذكر قصة روتها إحدى الدارسات عندنا بالمركز عن إحدى قريباتها ذهبت إلى حفلة زفاف..

واحتاجت للدورة المياة ـ أكرمكن الله ـ ولما دخلت وجدت في المرحاض ـ أعزكم الله ـ تفاحة..

فأدخلت يدها وأخرجتها..وطبعاً اتسخت يدها فلما أرادت أن تغسلها لم تجد ماء..

احتارت ماذا تفعل..فاكتفت بمسح يدها بمنديل..ولا زالت يدها لها رائحة كريهة..فاستحيت أن تجلس مع

النساء..وحتى العطر لم يزل الرائحة تماماً..وبينما هي تجلس في الصالة

تقريباً مبتعدة عن النساء عبق عليها

ريح مسك من النوع الجيد..

تلفتت متتبعة من أين جاءتها رائحة المسك..لتكتشف أنها تفوح من يدها..فسبحان الكريم المنان..

الله تعالى كريم..لكن من يتعامل معه؟؟

هذه القصة روتها امرأة كبيرة في السن من دارساتنا بمركز تابع للجمعية

الخيرية لتحفيظ القرآن بالطائف..

ترويها عن احدى قريباتها..ولا أدري هل قريبتها هذه بالطائف أو لا..

أسأل الله تعالى أن يستعملني وإياكم في طاعته..ويؤنسنا بقربه ويقر

أعيننا برؤيته في دار كرامته.


بقلم خادمة الدين..




..