إلى معلمات اللغة العربية..مع التحية..

معلمات اللغة العربية..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أمـــا بعد..

لا يخفى على الجميع..أن مواد اللغة العربية وخاصة النحو..

تواجه هجوماً حاداً من الطالبات..

فحصص العربي..حصص ثقيييييييلة..أو تجلب النوم..

تعد الدقائق..متى تنتهي..وكأن الحصة صارت ليل النابغة!!!

((وليل أقاسيه بطيء الكواكب))

معلمة اللغة العربية..

أصابع الاتهام توجه إليك..

كيف نريد من طالبة تحب المادة إذا كانت المعلمة أصلاً لا تحبها!!!

عيشي المادة بكل شعورك..بكل أحاسيسك..

ستبدعين حتماً..

ولا تكتفي بذلك..

فلابد من الوسائل التعليمية..حسية ومعنوية..

ولي معكن وقفة..

قد كنت يوماً طالبة في المتوسط والثانوي..

عشت حصص نحو كثييييرة..

لم يمر بي طالبة تقول أنها تحب تلك الحصة..على اختلاف المعلمات..

ألقصور فيهن؟؟

كلا!!!

بعض معلماتي كن مبدعات..

لكن للأسف ..

كان الجو الكئيب يخيم على الفصل..

حبي للمادة جعلني أحبها ولو كانت الحصة السابعة!!

كالماء..في أي وعاء..شربته..

لكن القضية..قضية الطالبات!!!

على اختلاف العصور!!

هذا يدفعنا ـ معلمات اللغة العربية ـ للتغيير..

تغيير طرح المادة العلمية..

متأكدة 100% من نجاحها بإذن المولى..

ليس من المعقول أن أقوم بتحضير درس البلاغة من كتاب ((شرح الإيضاح)) مباشرة!! وإن كانت هنا نفس

الدروس المقررة..كما ليس من المعقول أن أقوم بالتحضير من كتاب سيبويه في النحو..

دون إعادة الصياغة!!!!

فعلاً نحن بحاجة للتغيير الجذري لحصص العربي وخاااااااااااصة النحو..

تدخل المعلمة..

تسترجع الدرس الماضي مع الطالبات كتمهيد..

تبدأ الدرس الجديد بعرض أمثلة..

تشرح الأمثلة..

تعطي تطبيق على ما سبق..

خذوا الواجب..

ومع السلامة..

بالله متى نكسر هذا الروتين الممل..

أعذر الطالبات حقيقة في التذمر من مادة النحو..بل كلما قابلت في حياتي من تكره هذه المادة أقول..

" الله يسامح مدرسة علمتك"..

غالياتي معلمات العربي..

سأطرح مثال مبسط لشرح درس نحو..ابتكرته لمعالجة الموضوع..

افرضي كان الدرس عن "صيغة التعجب"

ما أفعل ..أفعل به..

أنت مطالبة بتحقيق الأهداف السلوكية..

فلابد أن تضعي هذا أمامك كمربية جيل..

أدخلي على الدرس بعض الموالح التي تكسر الروتين وتثبت المعلومة..

قلت في الشرح أن فعل التعجب يعرب فعل ماض مبني على الفتح..

وتعيدين وتزيدين حتى تثبت المعلومة..

في مرحلة التطبيق..تلك المرحلة التي تؤكد لك فهم الطالبات للدرس..

ستضربين أمثلة..وتحلها الطالبات..

طيب..ما رأيك لو أدخلت شيئاً من الطرافة والنوادر..

فالشيء الذي يداخله سرور يساعد على تثبيت العلم..لذلك كانت حلق

أهل العلم لا تخلو من الطرائف حتى إنهم ليروحون عن الطلاب بشعر الغزل العذري!!

ماذا تقولين؟؟

اذكري لهم قصة الخليل الفراهيدي لما قالت له ابنته

ما أشدُ الحر!!

فقال لها: الظهيرة..

فردت: أنا أتعجب ولست أسألك..

فقال لها: لم رفعت "أشد" إذاً؟؟؟

فهي لما رفعت الفعل صارت "ما" استفهامية!!ولم تكن تعجبية..لأنك قلت أن فعل التعجب مبني على الفتح..

طبعاً طريقتك في طرحها لها دور..

الوقفات..

تعابير الوجه..

اللهجة..

تفاوت مستوى الصوت..

كلها ستأخذ بلباب الطالبات..

ولن تنس طالبة أن فعل التعجب مبني على الفتح بعد ذلك..

بل ربما نقلت هذه الطرفة لغيرها فزاد تثبيت المعلومة..والطرائف في أبواب النحو كثيرة

على هذا المنوال..

والموضوع لو تكلمت واستفضت قضى صفحات وصفحات..

ولكن علينا ـ معلمات العربي ـ أن نتميز بطرح علم اللغة العربية..

حسب المخاطب..فلو أحضرت معلومة من المعجم أعجبتك وأدركت نفاستها..

قد تقولينها في مجتمع لا يعبأ بما تقولين..

فتقولين غاضبة:

سأحفظ علمي عن ذوي الجهل طاقتي * * * ولا أنثر الدر النفيس على الغنم!!

لكن لو صغت المعلومة بطريقة عصرية ستجدين الذين أمامك مستمتعين يريدون المزيد..

معلمة اللغة العربية..

لغة القرآن تثار حولها الشبه..

وتطعن برماح التنقيص..من الخارج..

ومن الداخل..تواجه بصيحات البغض والتذمر..

فلا تزيدي النار حطباً فأنت على باب من أبواب الدين..

فاحذري أن يؤتى الإسلام من قِبَلك..


بقلم خادمة الدين..