وقفة أدبية متعلقة بالعقيدة..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

حياكم الله وبياكم مع وقفة جديدة..مع لغتنا العربية..

وقفتي اليوم مع الألفاظ..

الله تعالى يقول:"ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد".. فاللفظة لها اعتبار في الشريعة..

حبيباتي ..دائما نسمع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحنث في غار حراء..

وقفتي الأدبية مع هذه اللفظة:"يتحنث"..

الأغلب يفهم هذه اللفظة من سياق العبارة..وهو أن الرسول كان يتعبد في غار حراء..

والمؤسف أن هذا المعنى فاسد..

لأن كلمة "الحنث"والتي أخذ منها الفعل "يتحنث" هي بمعنى:

الكفر أو الشرك..

والله تعالى يقول:"وكانوا يصرون على الحنث العظيم" يعني الشرك..

ماذا يعني..

"أن الرسول يشرك!!" معاذ الله..من يقول بهذا القول كافر بلا خلاف!!

إذاً هل للكلمة معنى آخر..

لا..

كيف نفهم؟؟

هنا..أردت أن أوصلكم لسر من أسرار اللغة العربية..وهو:

تقارب اللفظتين واختلاف المعنيين..

"الحنث " الشرك كما أسلفت.. لكن "يتحنث" يعني ينأى بنفسه عن الشرك..اختلاف بسيط في

التصريف..جعل المعنى مختلفاً!!!

أضرب أمثلة ليتضح المقصود..

نحن نقول "هَجَد" إذا نام..وإذا أردنا أن نقول أنه ترك الهجود..قلنا "تهجّد"

ومن ذلك صلاة التهجد..وللفائدة الصلاة بالليل واحدة..لكن ما الفرق بين قيام الليل والتهجد؟؟

ذكر العلماء أن التهجد يكون بعد نومة..وهذا يؤيد المعى السابق أن التهجّد يعني ترك الهجود..

ومعنا مثال من كتاب الله تعالى جاء فيه هذا السر العجيب..

قال تعالى:" حتى إذا فُــزّع عن قلوبهم" يعني زال الخوف عنهم..ولو قال "فزع" بدون التشديد

لصار المعنى جاءهم الخوف!!.

وكذلك يقال: حَرِجَ" إذا وقع في الحرج..و"تحرّج" إذا تباعد عن الحرج..

أرجو أن تكون الإفادة فيما ذكرت..

دمتم في طاعة الله..





بقلم خادمة الدين